اجتمع اليوم الخميس 14 فيفري 2019 المجلس الأعلى للتعاون التونسي الفرنسي في دورته الثانية باشراف كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد والوزير الأول الفرنسي ادوارد فيليب، ويأتي هذا الاجتماع تبعا للاجتماع الأول الذي انعقد يوم 5 أكتوبر 2017 وتطبيقا للاعلان المشترك حول أولويات التعاون الفرنسي التونسي والموقع من طرف كل من وزيري خارجية البلدين يوم 31 جانفي 2018 على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تونس،وشارك في أشغال المجلس 9 وزراء من الجانبين.

وأكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال ندوة صحفية عقب الاجتماع أن العلاقات التونسية الفرنسية هي علاقات تاريخية ومتميزة معتبرا أن اجتماع المجلس الاعلى للتعاون التونسي الفرنسي في دورته الثانية مثل محطة جديدة لمزيد تطوير هذه العلاقات.

وأشار الشاهد إلى ان الاجتماع ركز على 4 محاور أساسية:

1- المحور الاقتصادي: تم الاتفاق مع الجانب الفرنسي على ضرورة مضاعفة حجم الاستثمار والمبادلات التجارية بين البلدين إضافة للعمل على الزيادة في عدد المؤسسات الفرنسية المنتصبة في تونس والتي تتجاوز حاليا الـ1400 مؤسسة. كما نوّه يوسف الشاهد بجهود الوكالة الفرنسية للتنمية في تونس حيث يقدر حجم الدعم الذي ستمنحه لتونس إلى حدود سنة 2022 بقرابة 1.7 مليار أورو. هذا وأشار الشاهد إلى ارتفاع تواتر السياح بين البلدين مضيفا أن الهدف هو بلوغ مليون سائح فرنسي في تونس.

2- محور مكافحة الارهاب والأمن والدفاع: وقع الاتفاق على الرفع من التعاون في المجال الأمني بين البلدين وخاصة في مجال تبادل المعلومات الأمنية.

3- التعليم العالي: وقع الاتفاق على اعفاء الطلبة التونسيين من الزيادة في معاليم التسجيل في الجامعات الفرنسية كما تم تركيز لجنة القيادة للجامعة المفتوحة التونسية الفرنسية الخاصة بافريقيا ودول المتوسط.

4- محور الثقافة والفرنكفونية: يمثل استقبال تونس للقمة الفرنكفونية تحديا مشتركا للبلدين.

من جانبه اعتبر الوزير الأول الفرنسي ادوارد فيليب أن الديمقراطية التونسية هي نموذج حديث يجب الدفاع عنه مؤكدا أن تطوير المسار الديمقراطي هو معركة مشتركة وأن فرنسا سترافق تونس في هذه المعركة.

وثمن الوزير الأول الفرنسي تحسّن الأمن في تونس ونجاح تونس في معركتها ضد الارهاب داعيا إلى مزيد التنسيق بين البلدين في المجال الأمني ومكافحة الارهاب خاصة وأن الأمن هو أول شروط الديمقراطية. وشدد الوزير الفرنسي على أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية مثلت محورا أساسيا في مباحثات اجتماع المجلس الأعلى للتعاون ومؤكدا على الاتفاق على ضرورة مضاعفة المبادلات التجارية بين البلدين مشيرا في هذا الصدد إلى افتتاح المنتدى الاقتصادي الثاني التونسي الفرنسي، على هامش هذه الزيارة والذي سيجمع رجال أعمال وفاعلين اقتصاديين تونسيين بنظرائهم الفرنسيين